حاورها: مروان بلفقير عن “بريد تيفي”
علم البرمجة اللغوية العصبية أطر وقارب جل الميادين و شمل معظم الفئات
فعلا من إيجابيات البرمجة اللغوية العصبية قدرتها على الاختراق الأفقي لميادين عديدة كالرياضة والصحة والمبيعات والعلاقات الأسرية والبيداغوجيا … وهذا التخصص له إيجابيات كثيرة حيث من خلاله تتم دراسة كل ميدان على حدة ومقاربته بآليات البرمجة اللغوية العصبية. والمعروف أن البرمجة تنطلق من الواقع. وواقع كل ميدان يختلف عن الآخر وبالتالي التخصص ما هو إلا إضافة قوية لهذا المجال.
1: ما موقع الطفل والمجال التربوي في خارطة تنمية الذات؟
التنمية الذاتية تهم الإنسان بصفة عامة حيت الاهتمام بهذا الجانب وتنميته يجعل الإنسان قادرا على تحقيق التوازن خاصة في لحظات الأزمات أو الاضطراب أو التوتر وبالتالي يسعد ذلك الفرد ويسعد من حوله.
أما بالنسبة لتربية الطفل فهي بناء شخصية الكائن منذ اللحظات الأولى لوجوده في عالمنا هذا منذ تكونه كجنين في بطن أمه إلى أن يتخطى عتبات المراهقة بنجاح. فكل المشرفين على هذا البناء الرائع هم الأكثر مسئولية عن تنمية ذواتهم كي يتمكنوا من إعطاء القدوة لهذا الطفل حتى يتطور بنجاح وسعادة. لهذا ستجد اتجاهات كثيرة تتكلم عن تأهيل الشباب – ذكورا و إناثا – قبل الزواج ليتمكنوا من بناء أسرة على أسس سليمة وبعده لمساعدتهم على حسن استقبال أبنائهم وضبط آليات تربية الأطفال ومصاحبة المراهقين. وكل هذا الاهتمام بالأسرة راجع لكونها الخلية الأقوى في حياة أي إنسان.
2. هل يوجد خبراء في التنمية البشرية مختصون بالطفل أم الطفل يعتبر جزءا من الكل وما يلقن للبالغ نسقطه على الطفل؟
هناك خبراء في التنمية البشرية مختصون بالطفل وهناك خبراء ميدانيون في مجال الطفل كثر يحتاجون لدعم معرفتهم بقواعد التنمية الذاتية .وكثيرا كذلك ما نجد الطفل جزءا من الكل.و لا بد من الإشارة إلى أن بلدنا حديث العهد باكتشاف هذه العلوم التي تحتاج وقتا كافيا حتى نستوعبها و نكتشف أسرارها “السحرية ” .والملاحظة الأهم هي أن الإنسان المغربي أصبح يفكر بشكل مطرد في الرفع من مستوى جودة حياته . وأعتقد أننا سنحقق نتائج قياسية على مستوى التنمية البشرية والذاتية في المغرب ؛إذا تمكنا من استثمار سحر هذه الفوضى العارمة .
3: ما مدى استجابة الطفل المغربي و ما هي الأساليب المستعملة؟
الطفل هو نفسه في أي مكان و زمان و هو يستجيب لكل ما يثير انتباهه بغض النظر عن إيجابية هذا الشيء أو عدمها . و الطفل المغربي لا يخرج عن هذه القاعدة.و بما أن الأسرة نواة التنشئة الاجتماعية فيجب أن تخرج من منطق الارتجالية و الصدفة. و نحن نطمح أن تصبح لدينا أسرة تأخذ وقتها الكافي كي تبرمج أنشطة للطفل وبشراكة معه وألا يكون فقط جزءا من برامج عامة.
4: من خلال تجربتك كإطار تربوي ما مدى نجاعة علم البرمجة في التربية و التلقين ؟
لكي يمارس الإطار التربوي مهمته لا بد له أن يكون إنسانا متزنا أو قريبا من التوازن. ولكي يصل لذلك يحتاج إلى مهارات كثيرة يمكن للبرمجة اللغوية العصبية أن تكون جزءا منها. كما يحتاج إلى مهارات وجدانية عالية وأخرى تواصلية فعالة بالإضافة إلى معرفة كافية بسيكولوجية الطفل واحتياجاته. ولهذا تبقى البرمجة اللغوية العصبية جزءا مهما من تكوين الإطار التربوي و لكته ليس الوحيد الكفيل بجعله أهلا لممارسة التربية كيفما كان المجال تربية نظامية أو غير نظامية أو داخل جمعيات و نوادي. و أصبحنا الآن كذلك نتكلم عن تأهيل الآباء والأمهات من أجل تحقيق تربية أحسن لأبنائهم. فالتربية موضوع بالغ الأهمية والبرمجة اللغوية العصبية ليست المقاربة الوحيدة بل هي كل متكامل يشمل المعرفة العلمية والمهارات الحياتية .ولحسن الحظ فإنها أصبحت متوفرة في الكتب وكدورات تدريبية مما يمكن كل مهتم من الانفتاح عليها وامتلاكها حتى يضمن لنفسه حياة بجودة أعلى.
5: ما مدى انتشار الوعي لاعتماد البرمجة اللغوية العصبية في التربية و التعليم؟
بالنسبة للتربية والتعليم تعتبر البرمجة اللغوية العصبية علما يفيد المربي بالدرجة الأولى و بالتأكيد سيمرره في خطابه مع المتعلم في مستويات مختلفة و عديدة. و استثمار البرمجة اللغوية العصبية في التربية والتعليم بالضبط أصبح في تزايد كبير و يسير بخطى قوية ثابتة. حيث إن عددا مهما الآن من المدربين في الساحة التدريبية هم رجال التعليم ولهم بحوث وأعمال ميدانية مع فئة عريضة من التلاميذ في أكثر من مؤسسة .ولعل هذا النجاح يرجع إلى مهارات و قدرات أخرى كثيرة امتلكوها من خلال التكوين الذاتي كالتخطيط الإستراتيجي و تطوير الذكاء و الذاكرة … فالتربية والتعليم عملية مهمة والمربون الذين اختاروا التنمية الذاتية كمدخل ستكون لهم ،لا محالة بصمة في هذا المجال في المغرب في السنوات القليلة القادمة.
6: بتشعب الأساليب المستعملة، هل هناك نتائج عكسية جراء اعتبار الطفل حقل تجارب؟
العلوم الإنسانية لم تتطور وتنتج علوما رائعة ومفيدة للإنسانية إلا لما أصبحت قابلة للتجريب. والأطفال، سيما داخل المدارس، يشكلون حقلا مهما للملاحظة و التجريب نظرا لتبات المجموعة من ناحية السن والظروف الاجتماعية ونوعية وظروف التحصيل الدراسي. مما يعني سهولة تجريب البرامج و المنهجيات التربوية و تطويرها. و ذلك طبعا في إطار من الاحترام لذاتية وإنسانية الطفل .
وباب الاجتهاد مفتوح للجميع. فالتجارب العلمية لا يمكنها إلا أن تضيف الشيء الكثير. بل أكثر من هذا ،إننا ننادي بتطوير أكبر للتجارب العلمية حتى نتوصل يوما ما لنظريات علمية جديدة من داخل المدرسة المغربية و أعتقد أن هذا هو المطلوب. أما التخوف من النتائج العكسية فهو تخوف مشروع خصوصا حينما يتطفل أشخاص على هذا الميدان دون أن تكون لهم جميع مقومات المربي سواء داخل المؤسسة التعليمية أو داخل العمل الجمعوي. هنا فعلا يحتاج منا الأمر إلى الكثير من الحذر من جهة ،وإلى تمكين هؤلاء الأشخاص ما دام لديهم حب لهذا المجال.
7: أستاذة أمينة كلمتك لقراء هذا الحوار و لجميع المربين و الآباء؟
أقول لجميع المربين من آباء و أمهات ومدرسين ومؤطرين داخل الجمعيات، إننا نعيش مرحلة تاريخية ،تتجدد وتتطور فيها المعلومات بنسق متلاحق وسريع مثلما هو الشأن بالنسبة للتحولات المجتمعية .كل هذا يلزمنا بأن نأخذ العملية التربوية بشكل جدي و علمي. لأننا – نحن – الكبار كثيرا ما نجد أنفسنا متجاوزين أمام الإدراك الخارق والسريع للطفل إذا لم نمتلك العدة المعرفية و العاطفية الكافية لذلك. ومن واجبنا أن نساير ذكاءهم ونتيح لهم الفرصة لكي يتطوروا داخل وخارج ألأسرة .
“لا بد أن نكون في الموعد مع طموحات أبنائنا وتلاميذنا ،فتنمية ذواتنا أصبحت متاحة جدا في وقتنا الراهن”.