“بريد تيفي”: سعيد بلفقير
دعونا نصفق بحرارة حتى ينتهي العرض.. لنعلن انبهارنا ولنفغر أفواهنا ونسدل ستائر الاستسلام حتى يعم السلام. كي ترحل هذه الكائنات من شوارعنا.. لا تنظفوها من بقاياكم ولا من بقيتكم اتركوها لنا فنحن أولى بتنظيف القذارة فنحن في عرفكم جزء منها فقط لملموا ظلكم الثقيل وارحلوا خذوا المناصب والكراسي وخذوا حتى الوطن لأننا سننتظر موسم التخفيضات كي نشتري واحدا آخر يعيش خمس سنين إن صمد وإن لم يستطع حملناه وكفناه بأحلامنا ووشيعناه بأغنية رثة تساوي وساما أو أقل قليلا.
فقط ارحلوا من أمام عيني إلى المكان المظلم المقفر من قلبي وذاكرتي فإن كنا نحن شعبا لا يستحي ونلذغ من كل الجحور كل مرة أفلا تستحون أنتم؟؟
الأمر أشبه بقصة السكير العفن ليس له من متاع الرجولة غير أغنية بالية لا تصدقها إلا العاهرة نفسها فتستسلم لقيئه وفيئه تصدقه المسكينة تتأمل عينيه بكل ما فيهما من ويل وتبتسم تنظر لفمه الكريه وقد هجرته أسنانه ينطق خواءا هي أدمنت هذا الهراء وما عادت تعرف للحياة معنى إلا من خلال هذا الموت.
كلنا تلك العاهرة أو المسكينة أو البطلة
أرجوكم ارحلوا قد نلتم منالكم انجحوا بصمت اكسبوا بهمس اصرخوا بلا صوت فنحن نائمون نغط في جهل عميق لا تغطونا فقد ألفنا برد الويلات ولا تطفئوا النور فقد منعته عنا قبلكم ليديك أو ريضال وو ولا تغلقوا الباب… فهل سمعتم بعراء له أبواب.
فقط ارحلوا أو نرحل