“بريد تيفي”: عبد الله إراوي
قال المحلل السياسي، عمر الشرقاوي: “بعد مرور أكثر من 120 يوما من التكليف الملكي بتشكيل الحكومة ما تزال النخب الحزبية عاجزة عن الوفاء بالاستحقاق الدستوري ورسم ملامح أغلبية منبثقة عن صناديق الاقتراع، مما أثبت الانطباعات السياسية السائدة حول قصور تلك النخب عن تشكيل مشهد سياسي بنفسها ومن دون تدخل أي وصي أو حكم”.
وأكد الشرقاوي، أن هذا الفراغ الديمقراطي، ونمط الاقتراع بصفة خاصة وبشكل أعم وظيفة الانتخابات كما صممت تاريخيا بالرغم من وجود وثيقة دستورية متقدمة لا تكفي وحدها لحسم الخيارات السياسية وتشكيل الحكومات المتعاقبة، فثمة حاجة دائمة وعميقة لتفاهمات سياسية واجتماعية أعمق واكبر مما تفرزه الاستشارات الوطنية مهما كانت نزاهتها.
وأضاف الباحث في القانون الدستوري والسياسي قائلا: “إن ما يحدث من فراغ سياسي ودستوري اليوم، يعكس حقيقة سياسية مفادها أن تشكيل تكتلات الأغلبية لا يتوقف فقط على ما تبوح به صناديق الاقتراع من أرقام التي يصر الدستور أن تكون منطقا لبناء أي مشهد سياسي مقبل. وإنما ما يقرره كذلك المحيط السياسي وتفاعلاته. فقد تكون التأثيرات الوافدة من هذا المحيط إيجابية، تساعد على تسريع وتيسير التوافقات السياسية كما حدث مع حكومة 2011”.
وزاد المتحدث قائلا في تدوينة على حسابه الشخصي بالفيسبوك: “بدلا من أن تعمل الطبقة السياسية بجد وبصمت على إيجاد حلول واقعية وسط ركام هائل من الاكراهات الطبيعية والمصطنعة، فإنها تمسكت بمواقفها الصلبة واختارت لغة التصعيد والتوتر والاستقطاب الحاد ما أوصل الأطراف السياسية إلى ما يشبه الحرب الباردة تسببت في دخول البلد إلى ما يسمى “حالة الفراغ المؤسساتي”.