“بريد تيفي”
تحول ما قدمته الصحافة الجزائرية، ومعها وكالة الانباء الرسمية، كمؤتمر كبير موجه للدفاع عن ما يسمى بحقوق النساء الصحراويات، والكشف عما اصطلح عليه ب”الممارسات” المغربية بالصحراء، اليوم الخميس إلى مهزلة بكل المقاييس داخل البرلمان الأوروبي.
فقد تم داخل قاعة صغيرة في نهاية ممر بجناح مهجور بمقر البرلمان الأوروبي، تقديم سيدتين على أنهما “مناضلتين ” صحراوتين، أمام حفنة من أنصار أطروحة الانفصاليين، مدعومين من الجزائر، لا يتجاوز عددهم عشرين شخصا، ليتحول المشهد إلى مونولوغ حول ادعاءات بشأن “معاناة السكان ” و”فظائع “مزعومة في مجال حقوق الإنسان بالصحراء.
وكعادتهم خاض نشطاء البوليساريو خلال هذا اللقاء، الذي رعته النائبة الإسبانية، بالوما بيرميخو، عن اليسار الراديكالي المعروف بعدائه للمغرب، في كيل شتى أنواع القذف والشتائم والاتهامات في حق المغرب.
ولم تستمر هذه المهزلة سوى أقل من ساعة في ظل غياب متدخلين جادين، وعدم تقديم وقائع ملموسة، وحجج قوية، لتتم دعوة هذا الحضور الخافت، دون خجل إلى ندوة صحفية بإحدى قاعات البرلمان الأوروبي، لكن هذه المرة كان المشهد بمثابة صفعة قاسية للمنظمين :لم يحضر أي صحفي.
وبعد ترديد عبارات مغرضة ومناهضة للمغرب، وانفعالات حول انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان بالصحراء، باللغة الإسبانية، رفعت منظمة هذا اللقاء الفاشل، النائبة الإسبانية، بالوما لوبيز، الجلسة بذريعة أن عليهم إخلاء القاعة.
بل والأنكى من كل ذلك، تبادلت السيدتان “المناضلتان الصحراويتان”، غير بعيد عن القاعة، وبصوت مرتفع ،الاتهامات في ما بينهن بشأن “تعويضات السفر” التي كان يتعين أن تتوصلا بها.
ونشبت هذه المعركة الهامشية على ما يبدو حول بضع مئات الأوروهات وتعويض تذاكر الطائرة، التي يبدو أنهما لم تتوصلا بها، قبل أن يتم تنبيههما، على الفور، من قبل شخص بدا أنه من استقدمهما.
ولاشك أن هذا اللقاء المهزلة يشكل حلقة ضمن سلسلة من الخيبات والانتكاسات العديدة التي منيت بها هذه الحركة الانفصالية دوليا، والتي باتت دعايتها المجانية مفضوحة لدى الجميع ولم تعد تنطلي على أحد، بل أن لقاءات الانفصاليين لم تعد تحظى بأي اهتمام، لاسيما بالعواصم الغربية، مما أثار حفيظة دعاة البوليساريو.
ولعل هذا المعطى يؤكد بالملموس أن أطروحتهم الواهية لم تعد تحظى باهتمام أحدا في السياق الذي تمر به قضية الصحراء، والمتميز، بشكل خاص، بالدعم الذي يحظى به مقترح الحكم الذاتي المغربي من قبل المجتمع الدولي، والمنعطف الكبير الذي تعرفه السياسة الخارجية للمملكة تحت قيادة الملك محمد السادس.
ويتعزز هذا الزخم الدولي بموازاة موجة غير مسبوقة لسحب اعتراف عدد من البلدان عبر العالم، ، بالجمهورية الصحراوية الوهمية، اقتناعا من هذه البلدان بالطابع المصطنع لهذا الكيان، وآخرها كانت جامايكا التي سحبت اعترافها بهذا الكيان الوهمي الأسبوع الماضي.
ويتعين أيضا بهذا الصدد إبراز الدينامية التي أفرزتها ، مع مرور الأيام، المبادرات والمشاريع التنموية التي جاءت بها الإستراتيجية الحكيمة للملك محمد السادس ، والرغبة الملكية القوية في رؤية مغرب قوي وموحد وحداثي، مندمج ومزدهر.