تعرب شركة XtendVision Entertainment Ltd.، المتخصصة في التجارب الهولوغرافية المتطورة، عن أسفها العميق لتعثر مشروع “حليم – تجربة الحفل الهولوغرامي”، الذي كان من المرتقب أن يُقدَّم لأول مرة بالمغرب ضمن فعاليات مهرجان موازين، وذلك بسبب ما تعتبره خروقات جدية في احترام حقوق الملكية الفكرية والفنية.
وتود الشركة أن تضع الرأي العام في الصورة، وتؤكد أن تفاصيل الواقعة تعود إلى يناير الماضي، عندما عرضت شركة XtendVision Entertainment، ومقرها لندن، على جمعية مغرب الثقافات، المنظمة لمهرجان موازين، مشروعًا بعنوان: «حليم: تجربة الحفل الهولوغرامي». يتمثل في إطلالة غير مسبوقة لعبد الحليم حافظ، تمزج بين عرض فائق الواقعية للفنان الراحل، وأوركسترا حية، وفوق ذلك، ابتكار استثنائي يتمثل مؤتمر صحفي يعقده هولوغرام تفاعلي بفضل تقنية الشركة الحصرية HoloVision Elite Holobox.
وتوضح الشركة أنها كانت، في البداية، تشتغل على المشروع بشكل منفرد، وأنها رغم تلقي عروض من الرياض، ودبي، والمنامة، قررت XtendVision منح الأولوية للمغرب، رغبة منها في تنظيم العرض الأول عالميًا على أرضه، من خلال فريق مشترك من المغرب، هولندا، بريطانيا، مصر، والصين، لتخطط لتنظيم أول عرض لها بمدينة الدار البيضاء خلال شهري مارس وأبريل 2025، وتحديدًا بالمركب الرياضي محمد الخامس، وأنه تم تصوير إنتاج الهولوغرام في المغرب باستخدام الممثل المصري محمود الغندور، الذي أدى دور عبد الحليم في العرض الموسيقي “حبيبتي من تكون” خلال موسم الرياض، وهو عرض تواصل منتجوه مع أصحاب الحقوق للحصول على التراخيص الرسمية للاسم، والصورة، والشبه.
بيد أن هذا البرنامج الأولي تغيّر حين علم فريق موازين بالمشروع، ودخل في تواصل مع الشركة لإقناعها بإدراج العرض ضمن فعاليات المهرجان الرباطي. تلا هذا التواصل عرض تفصيلي أمام مصطفى الفارسي، وهو مدير مشروع بشركة الاتصالات “اتصالات المغرب”، والمنخرطة بشكل كبير في تنظيم المهرجان والتي كان يترأسها أنذاك عبد السلام أحيزون. إذ تضمنت المقترحات جميع المتطلبات التقنية بالإضافة إلى التزام ذوي الحقوق لــعبد الحليم شبانة، الاسم الحقيقي للفنان الراحل، إذ اقترح مصطفى الفارسي موقعين محتملين لاستضافة العرض، كان أولهما المسرح الكبير بالرباط، والذي لم يُفتتح بعد، وهو المكان المثالي لطموحات العرض واحتياجاته التقنية، بينما قُدمت منصة OLM السويسي كخيار بديل.
وتسلمت XtendVision مع تقدم المفاوضات، في أبريل 2025، عقدًا يُثبت الموافقة على العرض، بما في ذلك الشروط المالية، لكنه تضمن تعديلًا أحاديًا للمكان حيث نُقل دون سابق إنذار إلى مسرح محمد الخامس، وهو المكان الذي لا يمكنه استيعاب هذا النوع من العروض، إذ تؤكد الشركة أنها كانت واضحة وحاسمة في أن المسرح الكبير كان شرطًا أساسيًا، بالإضافة إلى تحديد يوم السبت 21 يونيو كموعد للحفل، مع تقزيم صلاحيات طاقم الشركة في الولوج إلى المنصة ومنحهم إمكانية الدخول لليلة واحدة فقط قبل العرض، بعدما كانت قد أوضحت الشركة، مرارًا، أن هذا النوع من الإنتاجات الدولية المعقدة يتطلب فترة إعداد لا تقل عن أربعة إلى خمسة أيام قبل العرض، لتقرر XtendVision إلغاء المشروع من جانبها، بعد تعبئة أكثر من 70 شخصًا، وتأجيل مشاريع أخرى، رفضا منها لغياب الشفافية وسوء تنظيم المهرجان.
واكتشفت XtendVision أن رغم انسحابها من تقديم المشروع، فقد أدرج مهرجان موازين في برنامجه حفل هولوغرامي لعبد الحليم حافظ من إنتاج شركة New Dimension Productions « NDP »، ومقرها دبي، إذ سبق لهذه الشركة أن حصلت على ترخيص مؤقت سنة 2021 لثلاثة عروض فقط، وتم سحب الترخيص منها بسبب تشويه صورة الفنان، وتحويل” عبد الحليم إلى شخصية كاريكاتورية، ليبدوا كأنه مهرج يرتدي بدلة صفراء”، حسب تصريح محمد شبانة، أحد أصحاب الحقوق.
واستند منظمو المهرجان إلى تفويض من المنتج المصري السيد محسن جابر، والذي، بحسب تأكيد ورثة الفنان، لا يملك أي حقوق على الصورة أو الأداء البصري للفنان، بل يُعد مستغلاً مؤقتًا للكاتالوغ الموسيقي فقط.
وأرسلت XtendVision في التاسع من يونيو الجاري، إنذارات رسمية إلى جمعية مغرب الثقافات وNDP، تطالب بإلغاء العرض على الفور، وحظر استخدام اسم أو صورة عبد الحليم، والاعتراف بالحقوق التعاقدية الحصرية لها، ليتواصل محامي جمعية مغرب الثقافات مع محامي XtendVision، هذا الأخير الذي أوضح أن الشركة تمتلك الحقوق الحصرية العالمية على العروض الهولوغرامية للفنان عبد الحليم حافظ، والتي تشمل اسمه، صورته، وشبهه، وأن أي انتهاك لهذه الحقوق سيضطر الشركة للجوء إلى القضاء، دون أي رد رسمي يُذكر إلى حدود كتابة هذه الأسطر، فجأة، ما عدا برمجة المهرجان للعرض في 20 عوض 23 يونيو، وهو ما يُعتبر محاولة لتجنب أي إجراء قانوني عاجل يمنع إقامة الحفل، لأن هذا التاريخ يُزامن عطلة نهاية الأسبوع.
واستنادًا إلى القانون المغربي 2.00 المتعلق بحقوق المؤلف، ولا سيما المواد 3 و10 و16 و60 و61، وإلى المادة 6 مكرر من اتفاقية برن الدولية لحماية المصنفات، ستبدأ XtendVision إجراءات قضائية في المغرب، مصر، والإمارات، من أجل منع أي استغلال غير مشروع لاسم وصورة الفنان، والمطالبة بتعويضات مالية لفائدة الورثة تصل إلى مليون دولار، إلى جانب المتابعة القضائية للأشخاص الذين تورطوا في تمرير المشروع البديل رغم علمهم المسبق بوجود حقوق حصرية قائمة.
وتؤكد XtendVision أنها، عبر شركائها، بصدد برمجة نسخ مستقبلية من العرض في تواريخ لاحقة، تشمل الدار البيضاء، الرباط، طنجة، ومراكش، كما تُبقي الباب مفتوحًا أمام أي تعاون جاد ومهني يحترم الحقوق، ويكرم الرموز الفنية بما تستحقه من تقدير واعتراف.