“بريد تيفي”
لم يبخل الأستاذ الشاب ذي العشرين ربيعا، المهدي منيار، والملقب بـ”الأستاذ المعجزة” عن التلاميذ الذي يستعدون لاجتياز امتحانات الباكالوريا أو غيرها في تقديم بعض النصائح العملية لتيسير التعامل مع الامتحانات.
واستهل المهدي نصائحه بالتركيز على الخوف والتوتر، وليس الذي يعيشهما التلميذ فقط بل حتى الخوف والقلق اللذان يتغلغلان في المحيط الذي يعيش فيه التلميذ، الجميع يتكلم عن الامتحانات ويسأل ويتسائل، إذ من الممكن أن نقول أن الخوف والقلق الذي تعيشهما العائلة والآباء أكبر من الذي يعيشه التلميذ أو الطالب، ما قد يؤثر سلبا في عملية التحضير سواء للباكالوريا أو غيرها. لهذا أنصح العائلات أو المحيطين بالتلميذ المقبل على اجتياز الامتحانات أن يساعدوا ويوفروا له الجو الملائم، لأنه وكما يُقال “اللي فيه يكفيه”، ويجب أن نساعد هذا التلميذ أن يكون في معزل تام عن المشاحنات والمشادات والضجيج وعن أي شيء يشتت تركيزه.. بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، و”ما فيها باس نديزاكتيفيوهم طيلة هاذ الفترة الحاسمة من حياة كل طالب”.
2- أفضل شخصيا التقليل ما أمكن من المراجعة الجماعية، لأنه كيفما كان التزام عناصر المجموعة التي تراجع، ضروري من انفلاتات ودردشات وخروج عن الموضوع، ما عدا إذا كانت حصص شرح، أما حصص التحضير والحفظ من الأحسن تكون انفرادية..
3- ضرورة ربط التلميذ المعلومة العلمية بشىء من الواقع الذي يعيشه «ارتباط شرطى»، لأن ذلك يسهل عملية التذكر أثناء استدعاء المعلومة يوم الامتحان، وأيضا لابد من تحويل المعلومات النظرية إلى تطبيقات عملية حتى يسهل استدعاؤها فى الامتحان، إذ نحول الفكرة من التجريد إلى التجسيد.
4- مسألة الأكل والغداء وتنظيم ساعات النوم وحتى ساعات الحفظ جد مهمة، لأنه كما يعرف الجميع أن العقل السليم في الجسم السليم
5- الحذر ثم الحذر من الإيحاءات السلبية، سواء التي يعطيها الطالب لنفسه أو لزملائه، وحتى التي يتلقاها من المحيط أو العائلة، (أنا مكنفهمش – المادة صعيبة، تعطلت فالحفاظة ما غاندير والو، أو نتا مكلخ، والله لا نجحتي..)
6- يقول مثل ياباني “فكر في الأشياء الكبيرة وأنت تفعل الأشياء الصغيرة”، وفي إطار المراجعة، حبذا لو أن كل الطلبة استحضروا خلال مجهودات المراجعة، أنهم فعلا نجحوا، وأن يستحضروا حلاوة النجاح التي ستأتي بها مجهوداتهم، وأن يستحضرو فرحة واليديهم، مثلا يجب على تلاميذ الباكولوريا وهم يحفظون أو يجتازون الامتحان أن يستحضروا أجواء النجاح، وأن زغاريد انطلقت وأن رقمه الوطني مكتوب في سبورة الناجحين، لأن هذه الطريقة تؤهله نفسيا للتحضير الجيد ولاجتياز الامتحان فأحسن الظروف.
7- العمل على حل الاختبارات السابقة طريقة ناجعة مائة بالمئة، ولكن الأهم فيها، هو أن يعيش التلميذ جو الاختبار، ما يعني ضرورة التزامه بقوانين الاختبار خلال التمرينات، مثلا الوقت، عدم الاستعانة بمراجع، ويقيس مستواه الحقيقي، “أول حاجة غادي يعرف فين واصل بالضبط فحفاظتو وثانيا غادي يبدا كيتعود على ضغط الامتحان وقوانينو وبالتالي غادي يساهل عليه التعامل مع ورقة الاختبار وإدارة الوقت”.
8- فترة التحضيرات للامتحانات لا تعني الابتعاد عن الحياة، والشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، لهذا إذا كانت للطالب أي هواية فليمارسها، وأن يخصص فترات ترفيه “يهرس بيها الستريس ديال كثرة الحفاظة” (المشي، ألعاب الفيديو، مشاهدة فيلم..) شرط أن لا يضيع وقته في الترفيه وينسى الأهم.
وفي الختام أحب أن أشير إلى أن خوف الطلبة قبيل الامتحانات شيء عادي ومحمود، ويبرز أن الطالب “راه بعدا موجد علاش يخاف”، شرط أن لا يصل هذا الخوف لدرجات كبيرة من شأنها تلمس ثقة التلميذ بنفسه وقداته، وكنبغي نقول لهاذ التلميذ “إذا قُلت أنك تستطيع فلك ذلك، وإذا قُلت أنك لا تستطيع فلك أيضا ذلك”.