صورة لرقص السماع في قونية بتركيا.
ثقافة وفنون

فلسفة الدوران عند جلال الدين الرومي: قراءة روحية في رقصة السماع

حصة
حصة
Pinterest Hidden

فلسفة دوران الدراويش عند جلال الدين الرومي
رقصة السماع: رحلة روحية نحو الله
تعدّ رقصة السماع أو الرقصة المولوية من أبرز الطقوس الروحية في التراث الصوفي، وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً باسم الشاعر والمتصوف جلال الدين الرومي، الذي جعل منها فناً يجمع بين العبادة والجمال، بين الانجذاب الإلهي والتعبير الجسدي عن المحبة الإلهية.
أصول رقصة السماع
نشأت رقصة السماع في القرن الثالث عشر بمدينة قونية بتركيا، حيث عاش الرومي وأسس طريقته المعروفة بالمولوية. يرتبط ظهورها بلحظة تأمل عميقة عاشها الرومي حين سمع صوت مطرقة حداد تنغّم بذكر الله، فانطلق جسده في حركة دائرية تلقائية ترمز إلى دوران الكواكب حول الشمس، وإلى دوران الوجود حول مركز الحقيقة الإلهية.
رمزية رقصة السماع
رقصة السماع ليست مجرد أداء فني، بل رحلة روحية نحو الله. يقوم الراقص المولوي بالدوران حول نفسه، في حركة منظمة ترافقها موسيقى ناي حزينة وأشعار مولانا التي تمجد الحب الإلهي. كل حركة في الرقصة لها دلالة رمزية: اليد اليمنى مرفوعة إلى السماء لتلقي النور الإلهي، واليسرى متجهة نحو الأرض لتوزيعه على الخلق. أما الدوران فيرمز إلى فناء الأنا في ذات المحبوب، وإلى التوازن بين الروح والمادة.
موسيقى رقصة السماع
ترافق رقصة السماع موسيقى تعتمد على الناي والدف، وهما آلتان ترمزان إلى أنين الروح البعيدة عن موطنها الأول. غالباً ما تُرتّل أشعار جلال الدين الرومي المفعمة بالحب الإلهي، من ديوانه الشهير “المثنوي”. في فلسفة الرومي، العشق هو جوهر الوجود، والسماع هو تجلٍّ لهذا العشق في صورة حسية.


للمزيد من الأخبار، زوروا موقعنا.

المصدر: اضغط هنا

حصة

اترك التعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *