“بريد تيفي: صالحة تفكورت
إلى جانب “الكيتو” والنظام الغذائي النباتي وغيرهم من الحميات المشهورة في السنوات الأخيرة، أصبح الريجيم الخالي من الجلوتين يحتل الصدارة على الصعيد العالمي، وصار ذا إقبال متزايد في الآونة الأخيرة.
ولعل البعض أصبحوا حريصين على تفادي الجلوتين أكثر فأكثر، إذ هو عبارة عن بروتين يتواجد في العديد من الحبوب، كالقمح والشعير والخرطال وغيرهم، لأن هذا النظام الغدائي يساعد على تحسين الحالة الصحية وتعزيز الطاقة وتسهيل عملية الهضم.
غير أن هناك فئة كبيرة من الناس يجدون أنفسهم مضطرين إلى اتباع هذه الحمية بسبب إصابتهم بالداء البطني، وهو
مرض مزمن يحفز الجهاز المناعي على تدمير بطانة الامعاء الدقيقة مباشرة بعد تناول الجلوتين، وبالتالي فإن الحالة الصحية للمريض تتدهور وتؤدي إلى نقص حاد في الفيتامينات والمعادن، وقصور في النمو لدى الاطفال، بالإضافة إلى انخفاض مفرط في الوزن، هشاشة العظام.. والعديد من الأعراض الأخرى، ليجد هؤلاء الاشخاص أنفسهم مضطرين لاتباع حمية صارمة خالية من الجلوتين مدى الحياة.
تقدِر الاحصائيات العالمية بأن نسبة الأشخاص المصابين بداء الزلاقي تتراوح بين 1 و 2٪، لكن ليست هذه هي الفئة الوحيدة الملزمة باتباع هذه الحمية ، بل الاشخاص الذين يعانون من مرض “الكرون” و كذا المصابون بداء التوحد، إذ أتبثت الاختبارات السريرية تحسنا ملحوظا للحالة الصحية والسلوكية عند هاته الفئات إثر تفادي هذا البروتين.
لكن استئصال الجلوتين بصفة نهائية يبقى أمرا مصتعصيا، حيت أنه يُستعمل في الصناعات الغدائية على العموم ولا ينحصر فقط على العجائن والمخبوزات، بل يُعتمد عليه كذلك في معالجة بعض منتجات الألبان, وبعض أنواع اللحوم المصنعة، ومكعبات الشوربة، العصائر، و غيرها من المواد التي لا تحتوي في حالتها الطبيعية على الجلوتين، بل يتم الاعتماد عليه من أجل منح تلك الأغدية القوام المناسب.
فيصبح إذن اتباع هاته الحمية أمرا ليس بالهين على الإطلاق، حيث يجد المصاب نفسة مضطرا إلى تفادي جميع المواد المصنعة وجل المننتوجات المشتقة من القمح والشوفان والشعير ، لينعطف التركيز على الخضر والفواكه واللحوم والاسماك وبعض أنواع البذور كالذرة والأرز والحنطة السوداء.
ورغم كل هذا العناء يختار كل من هو مولوع بالتغذية الصحية السليمة أن يلتزم بهذه الحمية ويتحمل عناء وجُهد تغيير العادات واستبدال بعض المواد بأخرى أفضل منها، إيمانا منهم بأن الوقاية خير من العلاج.