“بريد تيفي”
في الوقت الذي قررت فيه حكومة العثماني اعتماد الساعة الإضافية طيلة السنة، متجاهلة تذمر المغاربة منها، ورفضهم الشديد لهذا القرار لما يُسببه من ارتباكات في حياتهم اليومية، وبعد إلغاء العمل بالتوقيت الصيفي في الدول الأوروبية، استجابة لرغبة 80% من مواطني القارة العجوز، أظهرت بحوث معاهد وأطباء دوليون، منذ سنتين من الآن، أن التوقيت الإضافي يؤدي إلى تداعيات صحية مباشرة بعد إضافة ستين دقيقة بلغت درجة الإصابة بأزمة قلبية وكذا تسجيل ارتفاع في حوادث السير.
وأظهرت دراسات وبحوث دولية، أن إضافة ستين دقيقة إلى توقيت غرينيتش تخلف تداعيات صحية ونفسية، وهو ما أشار إليه أربعة أطباء كنديين منذ سنة 2016 حيث سجلوا ارتفاع حالات ولوج المستشفى في اليومين الأوليين من زيادة ساعة إضافية. كما أعلن المعهد الأمريكي لأمراض القلب عن ارتفاع بنسبة 25 في المائة في حالات الإصابة بأزمة قلبية في اليوم الموالي من تطبيق التوقيت الصيفي.
وكشفت دراسات طبية حديثة أن التوتر والانهيار العصبي له علاقة بالتوقيت الصيفي لأنه يسرقساعة من النوم.
أما التوقيت الشتوي، بحسب الدراسات ذاتها، فقد كانت له آثار سلبية على مستوى استعمال الطرق، إذ سجل المعهد البلجيكي للسلامة الطرقية ارتفاعا ملحوظا في حوادث السير بين الساعة الخامسة والسادسة مساء، وذلك خلال الشهر الموالي من إضافة التوقيت، وحسب خبراء المعهد فإن مستعملي الطرق لا يكونون على استعداد لتغير توقيتهم ليلا.
وبالنسبة للجمعية الأوروبية “ضد التوقيت الإضافي” فإن المخاطر الصحية تبقى أكثر أهمية من البحث عن الأرباح الهامشية للطاقة، خصوصا أن مصلحة البحث في الاتحاد الأوربي سجلت نسبة بين 0.5 و2,5 في المائة من الاقتصاد الطاقي المسجل سنة 2017، وهي نسبة قليلة في ظل الارتفاع المضطرد للسياسيات الطاقية في العالم.