“بريد تيفي”: ذ. يونس شهيم
بعد اختتام فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء -المغرب، وفي جلسة ذاتية تأملية تقويمية تقييمية للحدث مع النفس، يجول بالخاطر ارتسامات وتساؤلات وانتظارات، تهم حال أمة مع الكتاب وعلاقة وطن بالثقافة من جهة، ومن جهة أخرى خواطر تحاول إماطة اللثام عن محاولات القتل العمد عن سبق إصرار وترصد تلك التي تسعى الوسائل التكنلوجية الحديثة اقترافها ضد المجني عليه المسمى قيد حياته “كتاب”!
لماذا ينعم الجاني حرا طليقا ،نافثا وسائله وأساليبه من فيسبوك وواتساب وغيرهما من غير رقيب ولا حسيب في الوقت الذي صدر فيه الأمر باعتقال الكتاب اعتقالا احتياطيا بالسجن الدولي للكتاب! ولماذا لم يسمح المشرع لأهل الكتاب وأصدقائه بالزيارة إلا عشرة أيام في السنة! وفق مسطرة شكلية مجحفة يُمنع فيها الحديث مع المتهم-الكتاب- أو أن يُربَّت على كتفيه أو الاطمئنان على حاله أو السؤال عن ملابسات وظروف الاعتقال!
والمتهم قيد الاعتقال ببلدي الموضوع رهن الحبس الجبري في طقوس أشبه بزيارة ديناصور بمتحف خلف السراديب الزجاجية ، هو عينه المكرم، المبجل، المعزز، المكرم بين الأمم التي عرفت قدره فأنزلته مكانته ومكَّنها منزلة سامية كرد للجميل ، مجتمعات خصصت لعريسها كل أيام السنة اهتماما، وتهذيبا، ورعاية ، وتنميقا، وتنقيحا، وتأليفا…حتى إذا حان موعد العرس ،أقاموا له أكبر الحفلات وقدموه في أبهى الحلل، أمم يولد الكتاب فيها كما يولد الطفل الرضيع، أمم تربطها بالكتاب روابط دموية أبوية، ومشاعر قوية . وإن كانت الأم ترضع طفلها حتى يكبر، فإن الطفل هنا-الكتاب- هو من يرضع الأم-الأمة- حتى تكبر وتقوى ويشتد عودها وتمضي في درب التقدم والازدهار والنمو والتحضر.
الزيارة انتهت لهذا الموسم ليدخل معتقلنا إلى غيابات حبسه حتى فبراير العام التالي !
إلى ذلكم الحين عودوا إلى هواتفكم الذكية وافتحوا حساباتكم التواصلية الافتراضية ،وتقاسموا وجمجموا وعلقوا فالتعليق حر- بضم الحاء-والتحليق حر -بفتح الحاء- وكل عام وأنتم زائرون