“بريد تيفي”: بقلم عماد بلفقير
أحيانا نحس أن الدنيا تكالبت علينا، والبؤس والحزن والوجع، كلهم تآمروا علينا… تتعاقب علينا الصدمات والنكسات والكبوات والمصائب والنوائب… ، ودعني أخبرك بأمر تعلمه مسبقا: العالم ليس ورديا، ليس جنة، ليس بستانا زاهرا ولا مدينة فاضلة فضلى، لكن هذا العالم تنتمي إليه، بل ينتمي إليك…
أمامنا خياران، أن نبقى بأماكننا ونسحق، نحترف الشكوى والبكاء والعويل والنواح، نتفنن في لعب دور الضحية، ونلقي باللائمة على أي شيء وكل شيء، على الأمريكان وعلى داعش، على الحظ، على القدر حينا، والشيطان حينا والآخر أحيانا… أليس الآخر هو الجحيم كما قال سارتر؟ ووحدهم الجبناء يفعلون ذلك
والخيار الثاني أن ننهض، نلملم جراحنا وآلامنا، نرسم ابتسامة تحد ونبدأ الخطوة الأولى في صناعة المستحيل، فكل عثراتنا أدراج في سلم النجاح، والعبرة ليست في قوة الضربات التي نتلقاها بل في قوة تحملنا، في استمرارنا بالتحرك إلى الأمام، فاستسلامنا إقامة دائمة لمملكة الحزن ، وننضاف إلى لائحة الضحايا… والصمود بشرى تجعل منها سرابا وذكرى…
بعض الناس سيسقطون عليك عجزهم وغباءهم، ويرسمون لك دورك بعناية، دورا ثانويا بئيسا… بدعوى الظروف والأقدار والممكن والمستحيل وخزعبلات شتى تعددت وتشعبت … فليذهب المستحيل إلى الجحيم، أنت المستحيل، أنت النفخ من روح الله، أنت القوة أنت الحياة، أنت الإنجاز، أنت … أنت … فقط إذا أردت
فكم من قصة حسبناها مستحيلة فغدت ممكنة، كم من حلم حسبناه جنونا فتحقق… كم من أمنيات حسبناها خيالا فغدت واقعا…
فليست هناك مستحيلات… بل ممكنات مؤجلة…