“بريد تيفي”: عمران ماهر
لا يتناطح كبشان في أن مهنة الصحافة هي إحدى أسس نهضة وتقدم الأمم، وأن ما يعيشه العالم اليوم من رخاء وحداثة وديمقراطية، سببه تضحيات صحافيين أشاوس ضحوا بالغالي والنفيس من أجل إعلاء كلمة الحق وفضح الفساد والمفسدين، ما جعل من محترفي هذه المهنة الشريفة شوكة في حلق المفسدين تقض مضجعهم وتقلق راحتهم، إلا أن صاحبة الجلالة أبت إلا أن تستبدل وأن تقحم إلى جانب هؤلاء المهنيين، أُناسا بصاصين أكثر مما هم صحافيين.. يتجسسون على المقربين منهم، يسترقون السمع ويختلسون البصر، حتى يلتقطون أشباه الأخبار فيحرفونها عن مسارها ويبثونها تقربا من أسيادهم ممن يتخذون من الوشاة خلصاء.. وللأسف، هؤلاء هم الأغلبية ليس في مغربنا فقط، بل فى عالمنا العربى من المحيط إلى الخليج.
لا أؤمن بأن حراك الريف أفرز لنا عن مواطنين “زفازفة” وآخرين “عياشة”، ولكني شديد الإيمان أنه أبرز لنا البصاصين من الصحافيين، أبرز لنا من يعطون الأولوية لمصلحة الشعب والوطن وبين الذين ينفردون بإعطاء الأولوية لهم ولمصالحهم، ففي سبيل ذلك لا تتعجبوا أن يقولوا ويفعلوا كل شيء وأي شيء في سبيل ضمان بقاء سبابتهم وسط الكعكة للعقها في أقرب فرصة.. ولأن سبابة هؤلاء لا تعرف إلا “تخوير” الكعكة أو الأنف، فلا مجال في مشاهدتها (السبابة) تتحرك ولو صدفة في إحدى حركات إحدى الشعائر الدينية..
مع احترامي لكل الأقلام التي (كتحك وكتجر) منذ انطلاق الحراك، فإني لم أستسغ منها إلا القليل، ومع احترامي لكل المبادرات والخرجات سواء الجمعوية أو الحزبية أو غيرها فإني لا أشك في صدقها إلا فيما ندُر.. لأن الانحياز جلي في كل ما سبق ذكره، سواء لجهة أو لأخرى..
فما لم أكن أعلمه أن هؤلاء البصاصون من عشاق هواية امتطاء الخيول على أشكالها، ويحسبون أن كل شيء يمتطى عليه، متناسين أنه زال زمن الامتطاء وولى، وأن المغاربة ضاقوا درعا من زياداتهم ومزايداتهم، ولن يسمحوا لأي أن يمتطي على مطابهم.