“بريد تيفي”: عبد الله إراوي
يحتفل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، غدا الخميس بعيد ميلاده الثمانين وسط عودة التساؤلات حول صحته وقدرته على تسيير البلاد. خاصة أنه لم يخاطب شعبه منذ ماي 2012 عندما تعهد بأنه سيغادر السلطة عند نهاية ولايته الثالثة في 2014.
وقال آنذاك في مدينة سطيف (شرق الجزائر) داخل قاعة مكتظة بالشباب: “جيلي طاب جنانو”، وتعني باللهجة الجزائرية في بعض المناطق “جيلي أكل عليه الدهر وشرب”، وكررها مرات عدة. لكنه فاجأ الجميع بإعادة ترشحه لولاية رابعة فاز بها دون أن يقوم بأي حملة انتخابية نتيجة المرض.
ويقول المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر أحمد عظيمي متسائلا وساخرا: “هل هناك جزائري واحد يصدق أن منصب الرئاسة ليس شاغرا؟”. حسب موقع فرانس 24، ولم يتمكن بوتفليقة بعد فوزه بولاية رابعة من قراءة خطاب القسم الرئاسي كاملا واكتفى ببعض الفقرات منه.
ومنذ ذلك الحين، كان ظهوره نادرا جدا، في المناسبات الوطنية أو عند استقبال مسؤولين أجانب، وإن كان التلفزيون الحكومي يذكره يوميا في نشراته الرئيسية، من خلال الرسائل التي يتلقاها والكلمات المنسوبة إليه والتي يتلوها مستشاره محمد علي بوغازي.
ويرى الأستاذ في كلية الإعلام في جامعة الجزائر رضوان بوجمعة أن “مرض بوتفليقة ليس مشكلا بحد ذاته، فهو جزء من نظام مريض أكثر منه، نظام يقاوم التغيير ومستعد لإبقاء بوتفليقة رئيسا مدى الحياة”. ويضيف: “النقاش الحقيقي ليس تغيير أو بقاء الرئيس، النقاش الحقيقي هو تغيير أو بقاء النظام”.