“بريد تيفي”: لبنى الفلاح
اعتبر تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن البرامج التي واكبتها الدولة منذ عقود لمحاربة الفشل الدراسي والهدر المدرسي، وكذا معالجة الأسباب التي تمنع الأطفال من الولوج إلى المدرسة من الأصل، من خلال برامج التربية غير النظامية، كلها آلت إلى الفشل.
وقال التقرير الذي عقده المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، دورته الحادية عشر يومي الاثنين 27 والثلاثاء 28 فبراير 2017، بمقر المجلس بالرباط ، إن “هذه البرامج تتسم بضعف المردودية الداخلية والخارجية، وأضحت تتحول بالتدريج إلى قطاع مواز للمدرسة النظامية، يتسع ويحقق تضخما مُطَّردا، وينتقل على نحو تصاعدي، من موقع برامج مؤقتة استدراكية إلى شبه منظومة قائمة على هامش المدرسة النظامية”.
نال التقرير موافقة أعضاء المجلس، بعد ما تم إدخال بعض التعديلات الروتينية عليه من قبل لجنة خاصة تشكلت لهذا الغرض من داخل المجلس، جاء من أجل معالجة إشكالية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و15 سنة، والذين يتعذر عليهم متابعة الدراسة أو يفشلون في الاستمرار، الأمر الذي دفع الدولة إلى التفكير في إيجاد حل لمعضلة الهدر المدرسي باللجوء إلى حل “التربية غير النظامية”.
ودعا التقرير الذي يرتقب أن تتم صياغته في شكل توصيات قريباً، من طرف لجنة تم تشكيلها من داخل دورة المجلس اليوم، إلى ضرورة التعاطي مع برامج التربية غير النظامية باعتبارها ذات مهمة استثنائية ومؤقتة ومحدودة في الزمن، تعالج اختلالاً راكمته المدرسة النظامية منذ عدة سنوات، تتعلق بحالات عدم التمدرس، والهدر والانقطاع عن الدراسة.
كما يوصي المجلس باعتماد نماذج جديدة من الشراكة التعاقدية مع الجمعيات والمؤسسات العاملة في برامج التربية غير النظامية، مع ضرورة الانخراط الفعلي للجماعات الترابية في هذا المشروع، والشراكة مع مؤسسات التعليم والتكوين الخاصَّين، والشراكة التعاقدية مع النسيج الاقتصادي وتمثيلياته المهنية والاجتماعية، لإشراك المقاولات في تكوين اليافعين ذوي التوجيه المهني من بين تلاميذ التربية غير النظامية، قصد الإسهام، عبر التدريب الميداني، في إعدادهم للحياة المهنية.