“بريد تيفي”: عبد الله إراوي
أعلنت حكومة جنوب السودان اليوم الاثنين أن أكثر من ثلاث سنوات من الحرب في البلاد أدت إلى مجاعة في أقسام منها فيما يعاني نحو نصف الشعب (خمسة ملايين نسمة)، من نقص في المواد الغذائية.
وكان قد أشرف الملك محمد السادس، رفقة رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير ميارديت، قبل أيام بجوبا، على تسليم هبة إنسانية هامة لفائدة ساكنة هذا البلد الشرق إفريقي. تألفت من 267,5 طنا من مختلف المواد الغذائية. وشملت هذه الهبة 70 طنا من الأغطية و10 أطنان من تجهيزات الطبخ الممنوحة لساكنة جنوب السودان بمخيمات النازحين.
وقال إيسايا شول آرواي رئيس مكتب الإحصاء الوطني في جنوب السودان إن بعض أجزاء ولاية الوحدة (شمال) “صنفت أنها تشهد مجاعة أو تواجه خطر المجاعة” بحسب المؤشر الأكثر استخداما لتصنيف الأمن الغذائي، حيث أدى النقص في المواد الغذائية إلى وفيات، حسب موقع مونت كارلو الدولية.
وأضاف أن “توارد أدلة أظهر أن الآثار الطويلة الأمد للنزاع والتي ترافقت مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأزمة الاقتصادية وتراجع الإنتاج الزراعي” أدت إلى وجود 4,9 ملايين شخص في مواجهة المجاعة ونقص المواد الغذائية.
وهذا التصنيف تم بحسب مؤشر معترف به دوليا للجوع وخصوصا من قبل الأمم المتحدة يؤدي بموجبه النقص الشديد في المواد الغذائية إلى وفيات ومجاعة.
ويميز هذا المؤشر مراحل محتملة للوضع الغذائي في بلد ما، والمرحلة الخامسة هي “كارثة/مجاعة” حين يكون أكثر من 20% من سكان منطقة في وضع “كارثة” ويفوق معدل الوفيات شخصين من كل عشرة الاف يوميا ويطال سوء التغذية أكثر من 30% من الشعب.
وفي السنوات الماضية أشارت تقارير عدة إلى أن عشرات الآلاف من سكان جنوب السودان يمكن أن يصنفوا في وضع “كارثة/مجاعة” لكن هذه النسبة من الشعب كانت ضئيلة جدا لكي تعلن منطقة بكاملها أنها في حالة مجاعة.
لقيت زيارة الملك محمد السادس لدولة جنوب السودان اهتماما واسعا، باعتبارها الزيارة الأولى لحاكم عربي بارز للدولة الوليدة التي تعاني من عدم الاستقرار الأمني بسبب الحرب.
واعتبر أتينج ويك أتينج السكرتير الصحفي لرئيس جنوب السودان أن زيارة الملك ساهمت كثيرا في تحسين وجه جنوب السودان أمام العالم كدولة بدأت تتعافى من آثار الحرب الأهلية. حسب موقع الجزيرة.