“بريد تيفي”: عبد الله إراوي
عبرّ نزار بركة، وزير المالية في الحكومة السابقة، عن عدم ارتياحه لما وصل إليه الوضع داخل حزبه، موضحا أنه تدرج “في عدد من المهام و المسؤوليات الحزبية منذ أكثر 35 سنة”، وأنه منذ موقفه الذي عبر عنه في أعقاب المؤتمر السادس عشر لحزب الاستقلال سنة 2012، ظل “وفيا للحزب، متشبثا بمبادئه وقيمه المثلى، ومتمسكا بوحدته، ومحترما لقرارات مجلسه الوطني”، قبل أن يضيف بأن “ما نقف عليه جميعا، اليوم، من أوضاع تنظيمية، ومواقف سياسية لا يبعث أبدا على الارتياح”.
وقال بركة، في مقاله الذي اختار أن ينشره في يومية “الصباح” بعنوان “رؤية أمل لإنقاذ حزب الاستقلال”، إن “المسؤولية تقتضي أن نسمي الأشياء بمسمياتها ولو كان ذلك شي من القسوة على الذات”، موضحا: “حزب الاستقلال أصبح أكثر جدلا، وانقساما وعزلة من أي وقت مضى”، مشيرا إلى أنه لا يشغله حاليا تحديد من يتحمل مسؤولية الوضع “المقلق” الذي أصبح يعيشه حزب “الاستقلال”.
وفي غمرة توقعات، قد يكون بركة، وهو صهر عباس الفاسي الأمين العام السابق لنفس الحزب، قد يكون المنافس المحتمل لشباط في المؤتمر المقبل لحزب “الاستقلال”، كتب البركة إنه “باختيارنا أن نكون جميعا طرفا في الحل، لن نختار قطعا الطريق الأسهل، لكنه طريق المسؤولية والضمير والوفاء لرصيد المبادئ والقيم والنضالات والمواقف التي نشأنا عليها في حزب الاستقلال”، مضيفا “فتقييم المرحلة يعود إلى مناضلات الحزب في المؤتمر المقبل، الذي ينبغي أن يكون محطة للإنصات إلى كل الأصوات دون إقصاء أو مصادرة للحق في التقييم”.
وأوضح بركة، الذي يشغل حاليا رئيسا لـ “المجلس الاجتماعي والبيئي”، وهو مؤسسة دستورية الملك هو من يعين رئسيها، أن “الاستهداف الذي تتعرض له صورة حزب الاستقلال في المشهد السياسي، أعتقد جازما أن منطق التصعيد المطلق الذي قد يؤدي إلى المس بالثوابت الوطنية، لا يمكن أن يكون جوابا سياسيا مقنعا أو مقبول، هو فقط هروب إلى الأمام هروب نحو المجهول، ونحو الأفق مسدود”.
ودعا بركة، الذي انقطعت صلته بالحزب منذ ذهاب صهره من رآسته، إلى “جعل المؤتمر المقبل لحظة مصالحة بامتياز وتوطيد الثقة، ولحظة التئام وجدة الصف، ومحطة لإرساء تعاقد جديد لاسترجاع تلاحم وقوة وإشعاع حزب الاستقلال”.