“بريد تيفي”: حفيظة الوريد
إن لبست البرقع أو التنورة أو الجينز فهذا يعنيني ويعني والدي أو زوجي أو اخي…
لكل إنسان الحق في لباسه، تصرفه وكلامه طالما أنه لا يؤذي أحدا.
لسنا عبيدا أو إماء لتملكوا حق الوصاية علينا…
خُلق الإنسان حرا ويموت حرا ويعيش حرا على ألا يتجاوز بعض الخطوط الحمراء التي تسطر بالمنع والحظر قانونا وشرعا.
في الصيف الماضي، زجر أحد رجال الشرطة الفرنسية مغربية وهي تسبح بالبوركيني في أحد الشواطئ الفرنسية، أقمنا الدنيا وأقعدناها وأرغذنا وأزبدنا صحافة ومدونين وكتاب رأي ونشطاء فيسبوكيين.
أحسسنا بظلم الفرنسيين لنا وبالحكرة وهم يمارسون علينا سياسة المنع.
عندما هاجم مجموعة شباب فتيات إنزكان لارتداءهن التنورة شهدنا احتجاجات وردود أفعال تدين هؤلاء.
في مهرجان الفيلم بمراكش انتقد الجمهور سناء عكرود للباسها الذي يكشف جسدها رغم ظهورها به وهي تتأبط دراع زوجها ونفس الشيء حدث مع منى فتو.
آخرون سخروا من ممثلة مبتدئة لانها كان تلبس سروالا تحت القفطان التقليدي.
لا يسلم احد من ألسنة الناس ومن سخريتهم ولا يمكن إرضاء الجميع بل لكل الحق في إرضاء نفسه ورفض الوصاية عليه طالما انه لا يضر الآخر من قريب أو بعيد.
من تلبس البرقع داعشية ومن تتبرج بتنورة ولباس مكشوف عاهرة في حين ان العهر في سياسة بلادنا.
تفاجئنا الداخلية الآن بمنع لباس البرقع وتقوم بجولات تمحيصية على التجار لمنع حياكته وبيعه.
موت وخراب ديار، منع حرية الهندام وقطع أرزاق التجار…
قيل ان البرقع يساعد الدواعش والإرهابيين على التخفي وممارسة عملياتهم دون ان تقع أعين الشرطة والمخابرات عليهم.
جميل ولا نمانع في ذلك، ولكن ما ذنب النساء البريئات من سفك الدماء وقتل الأبرياء؟
ما دنبهن لنمنعهن من حريتهن في لباس يرتحن فيه ويرحن ازواجهن وذويهن؟
لا أشك لحظة في كفاءة رجال عبد الحق الخيام والحموشي كي يتملص منهم الارهابيون داخل البرقع او النقاب.
ابان جهاز الاستخبارات في بلدنا على قدرته التي تحسده عليها الدول الأجنبية في ضبط وترصد.الارهابيين ودحظ جميع محاولاتهم التخريبية لدرجة انهم يستعينون بخبرة أجهزتنا المغربية.
البرقع او التنورة حرية شخصية ولكل امرئ الحق في اختيار نوع لباسه.
الارهاب يقهره رجاله الأكفاء والإرهاب الآخر لم يقدر عليه احد بل يغضون الطرف عنه.
الإرهاب الذي يجب أن نحاربه هو إرهاب الحكرة والظلم الممارسان على الشعب المقهور.
إرهاب حرق الاجساد والحكم بالمؤبد على أبرياء رغم وجود قرينة براءتهم، إرهاب طحن مواطن يقاتل من اجل كسب قوته كأنه قمامة، إرهاب أصحاب اللحي المتاجرين بالدين وصاحبات حجاب النفاق وتخراج العينين من طرف ماء العينين المعلمة التي قفزت الى البرلمان ومارست صلاحيات لتغيير وضعيتها ووضعية زوجها المعلم.
هي وشبيهاتها كثر ومهما قلنا وعرينا الحقائق لن نتمم الائحة السوداء لهؤلاء.
الإرهاب الحقيقي الذي عليكم محاربته هو إرهاب إقبار التعليم والصحة وارهاب الظلم بوزارة العدل وإرهاب التعيينات بباك صاحبي والمحسوبية المقززة.
الإرهاب الذي تذمرنا منه ولا زلنا هو إرهاب نهب اموال دافعي الضرائب وامتيازات البرلمانيين والوزراء، إرهاب تقاعدهم السمين وسياراتهم وعقاراتهم وكاريزماهم.
الإرهاب هو الاقتطاع من أجور الموظفين لسد العجز المزعوم في صندوق التقاعد الذي يلهف مديره العام راتبا خياليا وعلاوات وإكراميات وسيارات تحت إمرته.
الإرهاب حديث الساعة الآن هو عدم الإذعان للإرادة الشعبية التي يصادق عليها الدستور وعدم نهج الديمقراطية التي تخول لرئيس الحكومة تشكيل الحكومة وهو المعين من طرف الملك.
كيف يساهم اخنوش في شل حركة تشكيل الحكومة وهو لم يترشح للإنتخابات؟؟ و لم يقُد أي حملة إنتخابية، ولم ينجح في أي إنتخاب، وبقدرة قادر أصبح هو من يقرر تشكيل الحكومة من عدمها، و يختار من يكون فيها و من ﻻيكون فيها.
ما الحاجة إذا لتبذير اموال البلاد في انتخابات شكلية وتعذيب عمال النظافة لجمع زبالة أسابيع من اللغط والصراخ والتسول السياسي؟
الإرهاب والدعوشة الحقيقيين هو افتقارنا للديمقراطية التي تأكد لنا أكثر من اي وقت مضى أنها كذبة خلقها الأقوياء ليهيمنوا على البلاد ويأكلوا رزق الضعفاء.
البرقع ليس هو المشكل فالله يجعل “البركة” في الخيام والحموشي، التفتوا للإرهاب الحقيقي الذي يهدد وطنية وانتماء المواطنين ويحسسهم بالغربة وهم أحوج لدفء وطنهم.