“بريد تيفي”: محمد القاسمي -تافراوت-
في إهمال مضاعف و عدم اكتراث مقصود يستمر المجلس الجماعي لتفراوت في تجاهل مطالب ساكنة حي اميان صاما آذانه عن سماع صرخات الساكنة من جراء تدني خدمات الصرف الصحي وعدم استكمال مد قنواته إلى أجزاء واسعة من الحي؛ فيضطر هؤلاء السكان الى التخلص تقليديا من مياه الصرف الصحي في المطمورات مع ما ينتج عن ذلك من انبعاث للروائح النتنة ومن تسرب للمياه الملوثة الى المياه الجوفية وخلق وسط بيئي موبوء يشكل تهديدا حقيقيا على صحة الساكنة شيوخا واطفالا خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة, في خرق واضح للحق في العيش الكريم في وسط امن بيئيا وصحيا.
يبلغ الإقصاء والتجاهل مداه حين يركب المجلس العناد بحرمان النسيج الجمعوي والفعاليات الشبابية للحي من استغلال النادي النسوي الوحيد بالحي دون ادنى استحضار لحق الساكنة في الولوج الى فضاءات الثقافة والترفيه والاستفادة من مرافق القرب؛ وليس لنا حقيقة استغراب تجاهل المجلس لأساسيات المقاربة التشاركية في اعداد وتهيئة المجالات الحضرية بدخوله في صراعات ضيقة مع الساكنة أفضت فيما مضى الى تدمير جزء من ذاكرة المكان بعدما رفض قبول الوعاء العقاري الذي قدمته الساكنة لبناء النادي النسوي الذي يعتبر المشروع الواحد الذي أنجزه المجلس في الحي واسناد تسييره لجمعية نسوية بعيدة عن الحي وهموم ساكنته وشبابه.
ووصل به الأمر إلى حرمان الحي من مشاريع برامج التهيئة الحضرية التي تشهدها باقي أحياء مدينة تافراوت مؤخرا ومن برامج وزارة الفلاحة والصيد البحري خاصة برنامج التهيئة الهيدروفلاحية وحماية الأراضي الفلاحية بدائرة تافراوت الهادف الى الحد من انجرافات التربة التي تسببها فيضانات السيول والأودية مما تسبب في إتلاف العديد من الأراضي الفلاحية في تناقض صارخ مع قيم العدالة المجالية و تكريس واضح للتباينات المجالية وللمفارقات التنموية بين احياء تفراوات المحظوظة والمنبوذة.
ومن جهة اخرى يعيش حي اميان منذ مدة طويلة على وقع غياب الانارة العمومية في بعض الازقة الرئيسة وما يترتب عن ذلك من أخطار تهدد سلامة الأشخاص و ممتلكاتهم؛ فضلا عن كون بعض الاعمدة الكهربائية من داخل الدوار تشكل هي الأخرى خطرا على الأطفال الصغار من جراء سقوط الأسلاك وتناثرها وتدلي المصابيح؛ ورغم تعدد الشكايات الى المجلس الجماعي لتافراوت من اجل اصلاح الانارة داخل الحي فإنها لم تلقى أي اهتمام مثلها مثل باقي التظلمات والشكايات التي ذهبت ادراج الرياح .
ويبدوا أخير أن الموتى لم يسلموا بدورهم من الغبن الذي طال الحي مع تحول مقبرته إلى مرتع للكلاب الضالة في غياب لأسوار الحماية والتشبيك إكراما للموتى الذين دفنوا بها، وفي هذا الصدد اشتكى عدد من سكان الحي من الإهمال الواضح للمقبرة رغم قدمها، فعبر يوسف جعفري احد شباب الحي عن استيائه من الإهمال وعدم المبالاة بقبور هؤلاء الأموات من قبل الجهات المعنية موضحا أن جماعة تافراوت لم تقم بعمل اللازم لحفظ المقبرة والمحافظة على القبور من نبش الحيوانات الضالة مفضلة حرمان اميان من كل برامج التنمية بما فيها برنامج ترميم و صيانة مقابر احياء الجماعة.