“بريد تيفي”
حذرت منظمة الصحة من استمرار تداول طلاء يحتوي على نسب عالية من الرصاص على نطاق واسع بالسوق المغربية، مشيرة إلى أن الرصاص الذي يحتويه هذا الطلاء يعد مادة سمية تراكمية تؤثر على أجهزة متعددة في الجسم، بما في ذلك الأجهزة العصبية والهضمية والقلبية الوعائية والدم والكلى، مشيرة إلى أن الأطفال أكثر عرضة لتأثيرات الرصاص السامة على الأعصاب، حيث إن التعرض لمستويات منخفضة نسبيا يمكن أن يسبب ضررا عصبيا خطيرا، وفي بعض الحالات يتعذر تصحيحه، إلى جانب تسببه في الإعاقة الذهنية للأطفال.
وأضافت المنظمة أن المغرب يعد من الدول التي لا تحظر استخدام الطلاء المحتوي على الرصاص، إذ في مسح نفذته المنظمة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي ينسق على نحو مشترك شؤون تحالف التخلص من دهانات الرصاص، فإنه حتى 30 يونيو 2016 أكدت 62 حكومة فقط أنها اتخذت تدابير مكافحة ملزمة قانونا بشأن الطلاء المحتوي على الرصاص، فيما غاب المغرب، إلى جانب دول أخرى، عن هذه الإجراءات.
وعلى إثر هذا الغياب، طالبت منظمة الصحة العالمية المغرب باتخاذ تدابير لمكافحة التسمم بالرصاص عبر حظر بيع الطلاء المحتوي على الرصاص والتخلص تدريجيا منه، لما له من مخاطر وخيمة على صحة الأطفال خصوصا، إذ أشارت إلى أن هذه المادة تسببت سنة 2013، في وفاة 853 ألف شخص، فيما تسببت في 16.8 مليون سنة من سنوات العمر المصححة باحتساب مدد العجز من جراء الآثار الطويلة الأمد في الصحة، على مستوى مختلف دول العالم.
وقالت المنظمة إنه من الشروط الرئيسية لتحقيق ذلك، وضع أطر تنظيمية وطنية ملائمة لوقف صنع الطلاءات المحتوية على الرصاص والمنتجات المطلية بطلاء يحتوي على الرصاص، ووقف استيرادها وتصديرها وتوزيعها وبيعها واستعمالها.
وفي سياق متصل، تشير التقديرات إلى أن التعرض للرصاص يشكل 0.6 بالمائة من عبء المرض العالمي، وأن العبء الأكبر يقع في المناطق النامية. ويقدر أن التعرض للرصاص في مرحلة الطفولة يساهم في حوالي 600000 حالة جديدة من حالات الأطفال الذين يعانون من إعاقة ذهنية كل عام