“بريد تيفي”: يوسف بوزياني
نزل خريجو البرنامج الحكومي “10 آلاف إطار تربوي” إلى شوارع الرباط منذ أزيد من أربعة أشهر بعد استكمالهم للتكوين في شقه (النظري والتطبيقي)، الذي مكنهم من الحصول على شهادة في مهن التدريس بالمدارس العليا للأساتذة التي يشهد لها تاريخيا بتخريج نخبة من الأساتذة المؤهلين لمهن التدريس في مختلف أسلاك الوظيفة العمومية، غير أن هذه ستجد نفسها في الشارع مجهضة الأحلام في صفوف البطالة، وأن تلك الوعود التي تغنت بها الحكومة قذفت بها الأمواج إلى أعماق البحر.
جاءت هذه الاحتجاجات المتواصلة نتيجة تخلف الحكومة عن وعودها بالتشغيل وإدماج الأطر، وتملص القطاع الخاص من الاتفاق المبرم في الوثيقة الإطار الذي جمعت بين ممثلي القطاع الخاص والحكومة وبعض الهيئات.
وقد أكدت الأطر التربوية عزمها عن مواصل أشكالها الاحتجاجية رغم التضييق والقمع الذي تتعرض له يوميا، وأخرها ما تعرضت له السلسة البشرية التي حولتها الأجهزة الأمنية إلى مجزرة في حق خيرة أبناء الوطن، وهو ما سماها المجلس الوطني “بالخميس الأسود” بحي الليمون التي خلفت إصابات متفاوتة الخطورة.
وتؤكد الأطر التربوية للرأي العام بعدما أسدلت الستار على البرنامج النضالي السابع الذي سطره المجلس الوطني الممثل الشرعي لها، تشبثها بمطلبها العادل والمشروع، وعزمها على تسطير برنامج نضالي أكثر تصعيدا للحسم في ملفها، ومن المتوقع أن تسميه “برنامج الوظيفة أو الشهادة”، كما تحمل المسؤولية إلى الجهات المعنية في ما ستؤول إليه الأوضاع.
وعبرت الأطر التربوية في مسيراتها الوطنية التي جابت شوارع الرباط عن غضبها بشعارات قوية متهمين الحكومة بعدم الوفاء بعهودها المتمثلة في إدماجهم في سوق الشغل، ونهج سياسية الأذان الصماء، وتغليط الرأي العام عبر الصحافة والإعلام، محاولة منها إقبار هذا الملف الذي تدعي نجاحه.
كما نددت الأطر التربوية بالقمع الشرس التي يتعرضون له باستمرار أثناء مسيراتهم الاحتجاجية، محملين مسؤولية ذلك للحكومة، كما يناشدون الضمائر الحية من حقوقيين ونقابيين وعموم الشعب المغربي إلى مساندتهم في مطلبهم العادل والمشروع باعتراف الجميع والذي سيخفف من الاكتظاظ الذي ستعرفه المدارس العمومية مع الدخول المدرسي المقبل، ويساهم في سد الخصاص الذي يعاني منه قطاع التعليم على مدى عقود ليحظى أبناء الشعب المغربي كغيرهم من المغاربة بتعليم مجاني.
وسبق وأعلنت الأطر التربوية عن عزمها على مواصلة أشكالها الاحتجاجية السلمية، وتوعد الحكومة بصيف ساخن إن لم يتم فتح باب الحوار والاستجابة الفورية لمطالبهم العادلة والمشروعة.