“بريد تيفي” : م. وشلح
انهارت عمارة “سباتة” كما انهارت عمارات بوركون وفاس وغيرها من البنايات السكنية في مختلف المدن، وتتقاسم عمارة “سباتة” مع العديد من هذه المباني التي سقطت قاسما مشتركا يتعلق باختلالات الغش التي تمر عبر “وحش” الفساد، الذي رفعت الحكومة الحالية شعار محاربته منذ ازديادها سنة 2011، غير أنها بدت وكأنها أضعف بكثير من الفساد والمفسدين بما فيهم “خدام الدولة” الذين يمثلون السلطات في شتىالمدن المغربية، فمنهم من يرخص لـ “طاشرونات” لا يهمهم سوى المال والأرباح، ولا يعرفون معنى الإنسانية.
ففي وقت لا تزال فيه قضية تجزئة “خدام الدولة” تشغل بال المغاربة وخصوصا منهم الفايسبوكيين، انهارت عمارة سباتة وخلفت لحد الآن 4 قتلى و 24 مصابا، وعائلات مكلومة وحزن يعم كل بيت في سباتة (قرية الجماعة)، وفي كل أنحاء العاصمة الاقتصادية بل وقلوب المغاربة قاطبة، وتبين بعدها أن صاحب العمارة ليس إلا “طاشرونا” يملك العديد من العمارات، يحصل عليها عبر شراء بنايات قديمة بطابق واحد، ويبدأ ببناء طوابق أخرى تصل إلى أربعة طوابق، على الرغم من أنه لا يهدم الطابق الأول بل يقوم فقط بالبناء فوقه مباشرة الطوابق الأخرى وبدون دعامات قوية، وذلك بعد أن يأخذ رخصة من “خدام الدولة” ومن المصالح المختصة أيضا.
وللأسف الشديد أن كل مدن المغرب تتوفر على مثل هذا “الطاشرون” الخطير، وحتى على مثل هكذا “خدام الدولة”، فلا غرابة أيها المغاربة أن تصدمكم أخبار أخرى عن فواجع أخرى، “لهلا يقدرها الله على المغاربة كاملين”، لأن الأمور لا تتغير، إذ لا يتم القطع مع مثل هذه التصرفات بمتابعة كل من يخرق القانون من “طاشرونات” و”خدام الدولة”، والخطير أكثر في الأمر أن حكومة بن كيران لم يبقى في عمرها الكثير، دون أن تتمكن من وضع حد لمثل هذه التجاوزات التي تقتل أرواحا بريئة، كما أنها لم تضع استراتيجية حقيقية لمواجهة شبح الدور الآيلة للسقوط، ولمراقبة البناء، ومحاربة السكن العشوائي وخرق القانون في مجال البناء والعقار، فحكومتنا مساهمة أيضا في هذه “الجرائم” شأنها في ذلك شأن “خدام الدولة” وبعض “الطاشرونات” المفسدين.