“بريد تيفي”: مروان بلفقير
العالم قاطبة شاهد صور وفيديوهات وفاة القذافي في شتى وسائل الإعلام وعلى مختلف المواقع الإلكترونية، لكني أشكك في ذلك و أشاهده يعيش بيننا..
في حياتنا اليومية، وفي وصلاتنا الإعلامية، في المدارس، في الشارع، في الحافلة و حتى في البرلمان.. دائما شخصية القذافي حاضرة وحاضرة بقوة، شخصية تمثل الحكمة و ترى نفسها سفيرة للنوايا الحسنة، لكنها تقول ما لا تفهمه و تفهم ما لا نقوله، تبرهن على ما لا تفهمه بما تفهمه وتفهم ما لا يبرهن عليه، فمثلا تجيب تساؤلا عن أسباب الغلاء بمحاضرة أو درس في الحياء، وعندما تستفزها نباهة أحد العقلاء، تنطق مجلدا عنوانه التطاول والغباء..
أجل فالقذافي حي لم يمت، ربما جسده تحت التراب لكنه بداخل كل من يظن أنه يعرف لكنه لا يريد أن يعرف أنه لا يعرف، بداخل كل من يظن أنه مشبع بالمعارف ولا يريد تغيير معتقداته وخزعبلاته بل ويجعلها قانونه المقدس الذي يفرضه على الجميع، فيعطي نظاما للإمتناع عن التدخين وجسمه تحت تأثير النيكوتين أو يهدي فتاوى في الدين و فيه اجتمعت ‘”دعاوي الوالدين”‘.
فكما قال غاندي”من قال أني تعلمت فقد بدا جهله، لأن الدنيا كالماء المالح، كلما شربت منه كلما زدت عطشا ” فرجاء ، اقتلوا القذافي في دواخلكم و استعينوا بقولة الشافعي الشهيرة “رأيي خطأ يحتمل الصواب، ورأيك صواب يحتمل الخطأ” استمعوا لغيركم و خذوا فرصة لفهمهم، تقبلوا آراءهم ، تفاعلوا معها، استمتعوا بالاختلاف واعشقوه بدل أن تواجهوه بقذافية أفكاركم