“بريد تيفي”: مروان بلفقير
ما لا يعيه الكثير، أن مشوار حياتهم يتحكم به كم هائل من الرسائل والقناعات التي استمدها من محيطه، سواء من الأسرة، من المدرسة أو من الشارع..
استمدها من أمثلة لا نعرف مصدرها، نعرف فقط أن من يتداولها لم يلمس النجاح والتميز، تداولها فرد من القطيع ليمليها على القطيع ليُتفق عليها فتصبح شعارا لعقلية القطيع..
“حرفة بوك ليغلبوك” برقية تفيد أن الطبيب يجب أن ينجب طبيبا والمحامي ينجب محاميا وابن الفنان يحب أن يقلب صفحات الفن ليختبأ في إحداها، حتى وإن لم تسمح له مؤهلاته وتنافت مع الفن رؤاه.
هذه البرقية هي التي تكبل أحلام الفقير ابن الفقير، وتجعل ابن المجرم يتلذذ في توسيع و تطوير إجرامه ويكون عذره الوحيد تحت لواء ذات البرقية “لمن بغيتوني نطلع ، بابا سكايري، مي شيخة..؟” أو يستعير من الشاب بلال مطلع أغنيته “ظرووووووووووووووووووووف”.
نحن من نصنع ظروفنا، ولم تكن الظروف يوما عذرا للفشل، بل هي التي تصنع و تؤثث نجاحك، فأعظم العظماء مروا من أعتا المشاكل وأقسى الظروف، لكنهم أبوا أن يتركوا أحلامهم، آمنوا بها وتسلحوا بأمل أنار لهم ظلمة طريقهم.
احلموا مادام الحلم بالمجان واعلموا أن العقل البشري يستحيي أن يحلم حلما لا يستطيع تحقيقه، ثق بأحلامك، تمسك بها، أشعل الرغبة في داخلك ولا تترك لصوص الطاقة ينتشلون حلمك برسائلهم السلبية وتعليقاتهم المحبطة.
امض في حلمك يا بطل ،ستجد أحجارا تعيق تقدمك، لا تتوقف، لا تخف منها بل زين بها طريقك، فالظروف تصنع البطل والبطل يروض الظروف.