“بريد تيفي”: صابر أيوب
لازالت مي فتيحة ذات 50 سنة تقريبا تُضمد جراحها الأليمة بمستشفى 20 غشت في انتظار عملية أو ربما عمليات جراحية على حد قول ابنتها( م) بسبب الاعتداء الشنيع الذي تعرضت له من طرف شخصين من جيرانها ، والذي على إثره نقلت من المستشفى الجهوي ببني ملال على الفور إلى 20 غشت .
وتؤكد نجلة الأرملة في اتصال هاتفي بالموقع، وبصوت مبحوح تعلوه نبرة القهر والحكرة، إننا لا نعرف ما نفعله أمام جبروت الجيران وقوتهم، وأمام صمت رجال الدرك و شبه تواطئهم ، وأمام هذا الحجم الكبير من الشكايات وأمام كل هذه الأسئلة التي تبدد كل القوانين الكونية مادامت كرامتنا انحطت ومادام قانون الغاب هو الحاكم والمتحكم بهذا الدوار..
ومن جانبه، يقول الكبير ابن فتيحة البكر، لقد توسلنا لهذه العائلة مرارا وتكرارا وطالبناهم من اجل أن يتركونا في حالنا ونحن الذين نقاوم الزمن من اجل لقمة عيش، لكن يبدو أن هذا البلاء لن ينتهي دون أن يذهب احدنا إلى الحبس أو القبر ..
الكبير الذي يتنهد كثير، ويصمت أكثر يقول أنا أتساءل كيف تأخر رجال الدرك يوم السبت الماضي بعدما جاءت والدتي “كومة إلى سبيطار” على الرغم من أنهم توصلوا بالخبر ، وكيف لهم أن يطالبوني بشهادة طبية دون أن يحركوا مسطرة البحث عن الجناة.. وكيف لنا أن نواصل هذا العيش ونحن اليوم بلغنا حوالي 30 شكاية ولا من يستجيب ، فهل هؤلاء الناس فوق القانون ، وهل أصبحت كرامة المواطن مستباحة في زمن الكل أصبح ينادي فيه بحق المواطن في العيش الكريم ..
واليوم عائلة مي فتيحة ، التي تقتات من عرق أكتافها وتكد من أجل وضع حد لهذا النزع القائم حول طريق مؤدية إلى منزل الضحية، تقول أنها بعدما انسدت الأفاق في وجهها راسلت بعض الجمعيات الحقوقية في الموضوع من أجل الإنصاف، وبالموازاة تناشد اليوم النيابة العامة من أجل أن تفتح تحقيقا في الموضوع وان تستمع إلى أعوان السلطة وخاصة شيخ الدوار الذي عاين أكثر من مرة هذه السلوكيات اليومية والتي آخرها كان صباح يوم الخميس حيث عمدت ذات الأسرة إلى رمي أزبالها أمام باب العائلة المتضررة، وتطالب في الوقت ذاته من الجهات المسؤولة التدقيق في الأسباب التي جعلت شكاياتها ترمى في سلة المهملات، وتقول إننا لا نسعى إلى ظلم احد أو الاستيلاء على حق أحد ، إنما الاحتفاظ بحقنا في العيش الكريم وفي تطبيق القانون على قدم المساواة مثل باقي السكان الذين يستفيدون من حوز الدوار.